السبت، 18 أغسطس 2012

الإلهام و أزمة الأقلام

[مؤثرات صوتية]


La Tristesse Du Roi by Andy Sheppard on Grooveshark
----------------------------
قد مرّ زمن منذ آخر كتاباتي في هذه المدونة، لذا قرّرت أن أكتب لماذا لم أكتب لعلّي أجد حلاّ لعدم كتابتي.

منذ إنتهاء فترة الامتحانات الخانقة و أنا لم أزر هذا المكان. لقد نسيته، أو بالأحرى تناسيْته، فقد ضاعت في غياهب تصحّر ذهني تلك الرغبة فالكتابة. لم تغب عنّي الأفكار، فتلافيف مخّي لا تكفّ عن التدافع و إنتاج الأفكار و هدمها لتبني على أنقاضها أفكارا أفضل في تسارع لولوبيّ متصاعد، لكن القلم جفّ بدون سبب.
لا أعرف هلْ الرغبة في الابتعاد عن الدراسة هي التي كانت تدفعني لاضاعة الوقت في الكتابة، أم هو ابتعادي عن أخبار الوطن المؤلمة و هذيان مواطنيه المحموم و تدافعهم الإجتماعي الذي يحدث ضجيجا لا يدع الرأس ترتاح.
أو هو الإطلاع على مآسي العالم و رؤية من يرفل في الذهب يرفع عكازه المرصع بالألماس ليدعونا أن نعاون اخواننا في مجاعات افريقيا .. مشهد يجعلك تُهدِر دم تفاؤلك في هذه البشرية و تقوم بشنق ذلك التفاؤل في ساحة قلبك العامّة عقابا له لما اقترفه من بهتان في حق الإنسان.
أو هو طريقة عيشنا و قيم مجتمعاتنا الإستهلاكية الرخيصة التي تريد من جعلي كائنا مستهلكا يُنتج فقط ما يُطلب منه انتاجُه بعيدا عن التفكير في مسائل قد تقضّ عرش الأسياد.
أو هو الامتعاض من الأصوات المنادية بغلق أفواه الآخرين، تلك الأصوات التي تمتلك الحقيقة المطلقة و لا يحق لأحد غيرها أن يقول عكس ما تقول، ما يجلعك تختار الصّمت لأن بعض القلوب قد خُتم عليها و لا فائدة مما تكتب.
أو هي تلك النفس الراكدة التي تريد أن تبقى في حالة الطّاقة الدُّنيا.
أو هو خليط من تلك الأشياء كلّها ...

لقد استغرق مني كتابه هذه الكلمات المقتضبة عدّة ساعات، لعل ذلك يساعدني على تجاوز العقبة و الكتابة من جديد، هو و الموسيقى الراقية التي تُحزن الملوك و تُنسي العبيد همومهم.










EoF.